طفلة معاقة القدمين
رأيتها جالسة على كرسي الأقدار وعيناها تحدق الى السماء وشعرها يتطاير ويتموج مع الرياح ووجها يعلوه النور وكأنه
البدر في ليلة تمامه وكماله . دنوت منها ومسحت على رأسها
بيدي .سألتها عن حالها ..؟ نظرت اليّ مبتسمه وقالت الحمد
لله.. أحسست ببرائة طفولتها تتقد كالشموع ..هي طفلة ولكن
ليست ككل الأطفال أتت الى عالم ملئً بالحركه وهي لاتستطيع
الحراك فرجلاها عاجزتان.. ياترى ماذا سيكون مستقبلها القادم ؟
سألتها ماذا تتمنين أذا كبرتي ؟ سكتت ثم تنهدت قائلة /
الأماني كثيرة وأحلامي تنافسها كثرةً ورغم أعاقتي فعندي أمل
أن تتحقق ..عندي أمل أن تنطلق رجلاي الى أمي وأرتمي بين أحضانها.. وأنطلق الى أبي أقبل يديه . فلطالما فعلا كل شئ
لأجلي .. عندي أمل ضد المستحيل فالله موجود لاينساني . .
تأثرت من كلماتها ومن عذب عبراتها .. خنقتني العبرة كدت
أبكي ..ولكن لأبد أن أحافظ على الأبتسامه أمامها فقلت لها /
بارك الله فيكِ.. ثم قبلت يديها الصغيرتين وأنصرفت
( فيالها من فتاة غرست زهرة الأمل بين الصخور الصلبه )